البحث العام
بحث:
 

 

 

 
القائمة الرئيسية
218.1 كتب التزكية... >> إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان (ط. مجمع...


تصفح الكتاب

النسخ المستخدمة في التحقيق

* النسخ المستخدمة في التحقيق:
1-عبد العزيز الميمني=جامعة السند جام شورور بحيدر آباد 36335
2-برنستون مجموعة جاريت 317B
3-كوبريلي 704
4-نسخة الكواكب الدراري في الظاهرية 585
5-تشستربيتي 3276
6-لاله لي 1336
7-المحمودية 1692

* قال المحقق: بقية النسخ اطلعت على بعضها:
- خدابخش خان بباتنه الهند 4003
- الملك فهد الوطنية بالرياض 2 بريدة
- المكتبة السعودية التابعة للإفتاء بالرياض 410
- المكتبة القادرية ببغداد 1493
- مكتبة الأوقاف ببغداد 7016
- المكتبة السعودية التابعة للإفتاء بالرياض 377
- مركز الملك فيصل (لم يذكر المحقق الرقم!) وهي في 274 صفحة
- الخزانة العامة بالرباط 84
- إبراهيم أفندي ضمن السليمانية 3720
- المتحف البريطاني 9219 بلندن
- علي بن يعقوب بحائل، نسخة في 758 صفحة
- جامعة همدرد بدلهي 1655

* قال المحقق: قطع من الكتاب في المكتبات التالية:
- محرم جلبي في مرعش 182 / ي
- ندوة علماء الهند في لكنو الهند 986
- تكلي أوغلو في أنتالية 07-913


فهرس الكتاب

مقدمة التحقيق
عنوان الكتاب
تحقيق نسبته إلى المؤلف
تاريخ تأليفه
موضوعاته ومباحثه
منهج المؤلف فيه
أهميته
موارده
أثره في الكتب اللاحقة
وصف النسخ الخطية المعتمدة
طبعاته
هذه الطبعة
من صور المخطوطات
مقدمة المؤلف
القلب بالنسبة للأعضاء كالملك المتصرف في الجنود
علم عدو الله إبليس أن المدار على القلب فأجلب عليه بالوساوس
العمل السيئ مصدره من فساد قصد القلب
تقسيم المصنف لكتابه إلى ثلاثة عشر بابا
الباب الأول : في انقسام القلوب إلى : صحيح , وسقيم , وميت
القلب الصحيح السليم
فصل : في القلب الثاني : القلب الميت
فصل : القلب الثالث : القلب المريض
جمع الله سبحانه بين هذه القلوب الثلاثة في قوله تعالى : { ومآ أرسلنا من قبلك من رسول
شرح حديث : تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عودا عودا
تقسيم حذيفة بن اليمان رضي الله عنه للقلوب
الباب الثاني : في ذكر حقيقة مرض القلب
الكلام على قوله تعالى : { وما جعلنا أصحاب النار إلا ملآئكة
حال القلوب عند ورود الحق المنزل
فصل : في أسباب ومشخصات مرض البدن والقلب
الباب الثالث : في انقسام أدوية أمراض القلب إلى قسمين : طبيعية وشرعية
أمراض القلب التي لا تزول إلا بالأدوية الإيمانية النبوية
الباب الرابع : في أن حياة القلب وإشراقه مادة كل خير فيه , وموته وظلمته مادة كل شر فيه
ضرب الله سبحانه المثلين : المائي والناري لوحيه ولعباده
الباب الخامس : في أن حياة القلب وصحته لا تحصل إلا بأن يكون مدركا للحق مريدا له , مؤثر له على غيره
فوائد من سورة العصر
الباب السادس : في أنه لا سعادة للقلب ولا لذة ولا نعيم ولا صلاح إلا بأن يكون الله هو إلهه , وفاطره وحده هو معبوده وغاية مطلوبه , وأحب إليه من كل ما سواه
حديث البراء بن عازب : اللهم إني أسلمت نفسي إليك
تعريف الإله والرب
ما جاء في الإلهية والربوبية من الآيات
خلق الله الخلق لعبادته الجامعة : لمعرفته والإنابة إليه ومحبته والإخلاص له
ذكر ما في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم بعلمك الغيب من الفوائد
المقدور بكتنفة أمران : الاستخارة قبل وقوعه , والرضا بعد وقوعه
النعيم نوعان : للبدن وللقلب
فقر العبد إلى أن يعبد الله وحده سبحانه ليس له نظير يقاس به
معنى قوله تعالى : { قل بفضل الله وبرحمته فبذالك فلفرحوا} الآية
أفضل نعيم الآخرة وأجله وأعلاه النظر إلى وجه الرب جل جلاله
فصل : في أن لذة النظر إلى وجه الله سبحانه يوم القيامة تابعة للتلذذ بمعرفته ومحبته في الدنيا
لا يملك مخلوق لمخلوق نفعا ولا ضرا , بل كل ذلك لله وحده
تعلق العبد بما سوى الله تعالى مضرة عليه
معنى قوله تعالى : { فلا تعجبك أموالهم ولآ أولادهم } الآية
محب الدنيا لا ينفك من ثلاث : هم لازم , وتعب دائم , وحسرة لا تنقضي
وصية الحسن البصري لعمر بن عبدالعزيز
المحبوب مع محبوبه دنيا وأخرى
اعتماد العبد على المخلوق وتوكله عليه يوجب له الضرر من جهته ولا بد
الله سبحانه هو المحسن إلى العبد أبدا , وهو الغني الحميد بذاته
العبد مخلوق لا يعلم مصلحته حتى يعرفه الله إياها
غالب الخلق إنما يريدون قضاء حاجاتهم بك , وإن أضر ذلك بدينك ودنياك
خاتمة هذا الباب
الباب السابع : في أن القرآن متضمن لأدوية القلب , وعلاجه من جميع أمراضه
شفاء القرآن لمرض الشبهات
القرآن هو الشفاء الحقيقي , ولكن ذلك موقوف على فهمه ومعرفة المراد منه
المتكلمون ليس عندهم إلا التكليف والتطويل والتعقيد
شفاء القرآن لمرض الشهوات
الباب الثامن : في زكاة القلب
في غض البصر عن المحارم ثلاث فوائد
إحداها : حلاوة الإيمان ولذته
الثانية : نور القلب وصحة الفراسة
الثالثة : قوة القلب وثباته وشجاعته
زكاة القلب موقوفة على طهارته
التزكية تكون في الذات , أو في الاعتقاد والخبر عنه
معنى قوله تعالى : { قد أفلح من زكاها
الباب التاسع : في طهارة القلب من أدرانه وأنجاسه
معنى قوله تعالى : { وثيابك فطهر
من قال بأن الثياب في الآية بمعنى القلب والنفس
من قال بأن الآية على ظاهرها
ترجيح المؤلف
خبث الملبس يكسب القلب هيئة خبيثة
العبد إذا اعتاد سماع الباطل وقبوله أكسبه ذلك تحريفا للحق عن مواضعه
ما تصنعه الجهمية بآيات الصفات وأحاديثها
القلب الطاهر لا يشبع من القرآن
الإرادة : دينية وكونية
الجنة دار الطيبين
من لم يتطهر في الدنيا نجاسته إما عينية أو كسبية
الطهارة طهارتان : طهارة البدن وطهارة القلب
معنى دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : " اللهم طهرني من خطاياي بالماء والثلج والبرد
من كمال بيان النبي صلى الله عليه وسلم تمثيله الأمر المطلوب المعنوي بالأمر المحسوس , وهذا كثير في كلامه صلى الله عليه وسلم
الإنسان لا يصل إلى مقصده إلا بزاد يبلغه ذلك
الحكمة من قوله ( غفرانك ) إذا خرج من الخلاء
فصل : فيما في الشرك والزنا واللواط من الخبث
نجاسة الشرك نوعان : نجاسة مغلظة ونجاسة مخففة
النجاسة تكون : محسوسة ظاهرة , وتكون معنوية باطنة
ما جمع الله تعالى على أحد من الوعيد والعقوبة ما جمع على أهل الشرك
الشرك والتعطيل مبنيان على سوء الظن بالله تعالى
لا تجد مشركا قط إلا هو متنقص لله سبحانه , كما أنك لا تجد مبتدعا إلا وهو متنقص للرسول صلى الله عليه وسلم
فصل : نجاسة الذنوب والمعاصي
عشق الصور المحرمة نوع تعبد لها
نجاسة الزنا واللواط أغلظ من غيرها من النجاسات
معنى قوله تعالى : { الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة } وذكر الخلاف في ذلك
الباب العاشر : في علامات مرض القلب وصحته
لو عرف العبد كل شيء ولم يعرف ربه , فكأنه لم يعرف شيئا
البصير الصادق لا يستوحش من قلة الرفيق
القلب الصحيح , وعلامات صحته
الباب الحادي عشر : في علاج مرض القلب من استيلاء النفس عليه
معنى قوله صلى الله عليه وسلم : " ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
من ظفر بنفسه فقد أفلح
وصف الله سبحانه النفس بثلاث صفات
هل النفس واحدة متعددة الصفات , أو النفوس ثلاثة
النفس المطمئنة
النفس الأمارة بالسوء
فصل : النفس اللوامة
النفس تكون : تارة أمارة , وتارة لوامة , وتارة مطمئنة , والحكم للغالب عليها من أحوالها
علاج القلب من النفس الأمارة
لا يكون العبد تقيا حتى يكون أشد محاسبة لنفسه من الشريك لشريكه
الجوارح هي مراكب العطب والنجاة
فصل : محاسبة النفس تكون قبل العمل وبعد العمل
فصل : محاسبة النفس بعد العمل
حق الله تعالى في الطاعة ستة أمور
فصل : ضرر ترك المحاسبة
معنى قوله تعالى : { ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم
فصل : ما في محاسبة النفس من المصالح
مقت النفس في ذات الله من صفات الصديقين
من فوائد محاسبة النفس : معرفة حق الله تعالى على عباده
فوائد نظر العبد في حق الله عليه
الباب الثاني عشر : في علاج مرض القلب بالشيطان
ما في أمره سبحانه بالاستعاذة به من الشيطان عند قراءة القرآن من الحكم والفوائد
الاستعاذة للقراءة في الصلاة وغيرها
صيغة الاستعاذة
سر التأكيد بـ( أن ) وضمير الفصل والتعريف في قوله تعالى في سورة فصلت : { إنه هو السميع العليم
فصل : إرشاد القرآن إلى الاستعاذة والإعراض عن الجاهلين
معنى قوله تعالى : { إنه ليس له سلطان على الذين ءامنوا
معنى الأز في قوله تعالى : { ألم تر أنا أرسلنا الشياطينعلى الكافرين تؤزهم أزا
الباب الثالث عشر : في مكايد الشيطان التي يكيد بها ابن آدم , ( وهو الباب الذي وضع المصنف لأجله الكتاب
تفسير قوله تعالى : { فبمآ أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم
تفسير قوله تعالى : { إن يدعون من دونه إلآ إناثا
قوله تعالى : { ولأضلنهم ولأمنينهم ولأمرنهم فليبتكن ءاذان الأنعام
تغيير الفطرة
قوله تعالى : { الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشآء
فصل : الشيطان يزين للإنسان المعصية ثم يتبرأ منه
معنى قول إبليس لعنه الله : { إنى أخاف الله رب العالمين
فصل : من مكايد الشيطان تخويف المؤمنين من جنده وأوليائه
فصل : كيده لآدم وحواء
معنى الوسوسة
الطريقة التي دخل بها الشيطان على آدم وحواء
كيف أطمع عدو الله إبليس آدم أن يكون بأكله من الشجرة من الملائكة
تسمية الأمور المحرمة بالأسماء التي تحب النفوس مسمياتها
معنى قوله تعالى : { فدلاهما بغرور
فصل : من مكايد الشيطان : الغلو والتقصير
صور من التقصير والغلو الذي أوقع الشيطان فيه الناس
فصل : من كيده : الاعتماد على الآراء والأهواء
فصل : من كيده : تزيين الأدلة العقلية
فصل : من كيده : شطحات الصوفية
فصل : من أنواع كيده : تحسين المنكر وتقبيح الحسن
فصل : من مكايده ما يكون من طريق عزة النفس
فصل : من كيده : الدعوة إلى عزلة الناس والتكبر عليهم
فصل : من كيده : إغراء الإنسان بالتعزز والتكبر
فصل : من كيده : انه يحسن إلى أرباب التخلي والزهد والرياضة العمل بها جسهم وواقعهم دون تحكيم أمر الشارع
من ظن أنه يستغني عما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم بما يلقى في قلبه من الخواطر والهواجس فهو من اعظم الناس كفرا
فصل : من كيده بهم : إلزامهم أشياء لم يلزمهم الشرع بها
فصل : من كيده : الوسواس في الطهارة
سنة النبي صلى الله عليه وسلم في الوضوء والاغتسال
بعض شبهات أهل الوسواس
رد أهل السنة على هذه الشبهات
الميزان الذي يعرف به الاستقامة على الطريق والجور عنه
كلام الإمام ابن قدامة المقدسي في ذم الموسوسين
فصل : طاعة الموسوسين للشيطان
تحقق طاعة الموسوسين للشيطان
ما يلقاه الموسوس من الأذى والعنت
علاج الموسوس باستشعار أن الحق في اتباع السنة
صور من أحوال السلف في متابعتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم
النية : قصد فعل الشيء
إن شك في حصول نيته فهو نوع جنون
البدع العشر التي أحدثها الموسوسون في النية عند الصلاة
من الوساوس ما يفسد الصلاة
الوسوسة إما جهل بالشرع وإما خبل في العقل
فصل : الإسراف في الماء
فصل : الوسواس في انتقاض الطهارة
فصل : وسوسة ما بعد البول , وهي عشرة أشياء
فصل : تشدد الموسوسين
فصل : طهارة الخف والنعل
فصل : طهارة ثوب المرأة
فصل : الصلاة في النعال
فصل : الصلاة حيث كان وفي أبي مكان إلا المقبرة والحمام وأعطان الإبل
فصل : الصلاة بأثر الطين وغيره على القدمين
فصل : حكم المذي الذي يصيب الثوب
فصل : الاستجمار بالأحجار
فصل : حمل الأطفال في الصلاة
فصل : أثواب المشركين
فصل : ما أفضلت السباع
فصل : يسير الدم
سؤر الهرة
الماء لا ينجس إلا بالتغير بنجاسة
فصل : طعام أهل الكتاب
لعاب الصبيان وبولهم
بعث النبي صلى الله عليه وسلم بالحنيفية السمحة
الشرك وتحريم الحلال قرينان
هلاك المتنطعين
فساد هذا الدين من تحريف الغالي , وانتحال المبطل , وتاويل الجاهل
فصل : الوسوسة في مخارج الحروف
فصل : في الجواب عما احتج به الموسوسون
قولهم : بأن فعلهم من باب الاحتياط
الاحتياط ينفع صاحبه إذا كان في موافقة السنة
الشبهات ما يشتبه فيه الحق بالباطل والحلال بالحرام
لا يتقرب إلى الله إلا بما شرع
استدلال الموسوسين بترك النبي صلى الله عليه وسلم أكل التمرة خشية أن تكون من الصدقة , والرد على ذلك
الرد على استدلالهم بفتوى الإمام مالك فيمن طلق ولم يدر أو احدة أم ثلاثا , أنها ثلاث احتياطا
فصل : من حلف بالطلاق على شيء تبين كما قال , أو خلافه
فصل : من طلق واحدة فنسيها , أو واحدة مبهمة
فصل : من حلف على يمين ثم نسيها
فصل : من حلف بالطلاق على شيء ولم يعين له وقتا
فصل : حكم تعليق الطلاق بوقت يجئ لا محالة
فصل : الرد على استدلال الموسوسين بأن من شك هل انتقض وضوؤه أم لا أنه وجب عليه الوضوء احتياطا
فصل : من خفي عليه موضع النجاسة
فصل : من اشتبه عليه الثياب الطاهرة بالنجسة
فصل : اشتباه الأواني النجسة بالطاهرة
فصل : إذا اشتبهت القبلة على المصلي
فصل : من نسي صلاة لا يعلم عينها
فصل : من شك في صلاته , ومن شك في حل صيده
فصل : الرد على ما استدل به الموسوسون من غسل ابن عمر وأبي هريرة داخل العينين
ذكر الخلاف في الغرة والتحجيل
فصل : الرد على قول الموسوسين : الوسواس خير من تمشية الأمر والحال
فصل : من مكايد الشيطان : الفتنة بالقبور وأهلها
أول ما وقع الشرك في الأرض في قوم نوح
أصل الشرك الغلو في الصالحين وآثارهم وقبورهم
نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد , وذكر الأحاديث في ذلك
الحكمة من نهي النبي صلى الله عليه وسلم من اتخاذ القبور مساجد والصلاة فيها وعندها
كل ما لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو من الكبائر
فصل : فتنة اتخاذ القبور أعيادا وموالد
فصل : المفاسد الناشئة عن اتخاذ القبور أعيادا
ما يفعله غلاة المتخذين لأعياد القبور عندها
كلام ابن عقيل رحمه الله تعالى في القبوريين
بيان سنة النبي صلى الله عليه وسلم في القبور , ومخالفة القبوريين لها
الحكمة التي شرعت لأجلها زيارة القبور , ومخالفة القبوريين لذلك
زيارة القبور المشروعة , وصفتها
من زار القبور على غير الوجه المشروع فإن زيارته غير مأذون فيها
لن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها
كان الصحابة ومن بعدهم يستقبلون القبلة عند الدعاء ويجعلون ظهورهم إلى القبر
الميت محتاج إلى من يدعو له ويشفع له
من المحال أن يكون دعاء الموتى أو الدعاء بهم أو عندهم مشروعا وعملا صالحا ثم يصرف عنه القرون الثلاثة المفضلة
ذكر ما فعله الصحابة بدانيال , والعبرة من ذلك
الدعاء عن القبور إما أن يكون أفضل منه في غير ذلك الموضع أو لا
إنكار الصحابة رضي الله عنهم لما هو أدنى من دعاء القبور
حديث ذات أنواط , والعبرة منه
بيان الفرق الشاسع بين منهج السلف ومنهج الخلوف الذين جاءوا بعدهم , وذكر أقوالهم في ذلك
فصل : من أعظم مكايد الشيطان : الأنصاب والأزلام
معنى الأنصاب
معنى الأزلام
قول العرافين والمنجمين افعل كذا لأجل كذا والعكس من الاستقسام بالأزلام
حكم المساجد والقباب المبنية على القبور
ذكر بعض ما في مدينة دمشق من المواضع التي صارت أنصابا
من كيد الشيطان ما يزينه لأهل القبور من أن من نهى عن عبادته واتخاذه عيدا فقد تنقصه وهضم حقه , فيسعون لقتله وعقوبته
فصل : هدم المساجد والقباب التي على القبور تعظيم وإكرام لأهلها
فصل : الأسباب التي دعت إلى عبادة القبور
إنكار أئمة الإسلام للدعاء عند القبور والدعاء به
الأمور المبتدعة عند القبور مراتب
حكاية الشافعي رحمه الله وأنه كان يقصد قبر أبي حنيفة رحمه الله للدعاء عنده كذب ظاهر
فصل : الفرق بين زيارة الموحدين للقبور وزيارة المشركين
السر الذي لأجله عبدت الكواكب واتخذت لها الهياكل
القرآن مملوء بالرد على هؤلاء , وذكر بعض الآيات في ذلك
الشفاعة الحقيقية والشفاعة الشركية
فصل : من مكايد الشيطان : الرقص والغناء والمعازف
ذكر مذاهب وأقوال العلماء في الغناء
مذهب الإمام مالك رحمه الله تعالى
مذهب الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى
مذهب الإمام الشافعي رحمه الله
لا ينبغي لمن شم رائحة العلم أن يتوقف في تحريمه
ذكر مناط الخلاف المنقول عن بعض أصحاب الشافعي
فصل : مذهب الإمام أحمد رحمه الله
فصل : سماع الغناء من المرأة الأجنبية أو الأمرد
ذكر قصيدة في النهي عن السماع وحال أهله
فصل : أسماء السماع الشيطاني
فصل : الاسم الأول : اللهو , ولهو الحديث
لا تجد أحدا عني بالغناء وسماع آلاته إلا وفيه ضلال عن طريق الهدى
فصل : الاسم الثاني والثالث : الزور واللغو
فصل : الاسم الرابع : الباطل
فصل : تسميته بالمكاء والتصدية
فصل : تسميته : رقية الزنى
فصل : تسميته : منبت النفاق
فصل : تسميته : قرآن الشيطان
فصل : تسميته : بالصوت الأحمق والصوت الفاجر
فصل : تسميته : صوت الشيطان
فصل : تسميته : مزمور الشيطان
فصل : تسميته بالسمود
فصل : الأدلة على تحريم الغناء واللهو والمعازف
الرد على ابن حزم في تضعيفه لحديث الإمام البخاري عن أبي مالك الأشعري في تحريم اللهو والمعازف
ذكر ما في هذا المعنى من أحاديث
حديث سهل بن سعد رضي الله عنه
حديث عمران بن حصين رضي الله عنه
حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه
حديث ابن عباس رضي الله عنه
حديث أبي هريرة رضي الله عنه
حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه
حديث عائشة رضي الله عنها
حديث علي رضي الله عنه
حديث أنس بن مالك رضي الله عنه
حديث عبدالرحمن بن سابط رحمه الله
حديث الغازي بن ربيعة رحمه الله
حديث صالح بن خالد رحمه الله
تظاهر الأخبار بوقوع المسخ في هذه الأمة , وذكر بعض الآثار في ذلك
إذا انصبغت النفس بالأخلاق الفاسدة ظهر ذلك على الصورة الجسمية
فصل : من مكايد الشيطان : التحليل
فصل : ذكر أقوال الصحابة في المحلل والمحلل له
ذكر الآثار الواردة في ذلك عن التابعين
ذكر الآثار الواردة عن تابعي التابعين ومن بعدهم
فصل : ذكر شبه مجيزي التحليل
نكاح المتعة خير من نكاح التحليل من عشرة أوجه من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية
فصل : السبب الذي أوقع الناس في مصيبة التحليل
فصل : الطلاق الشرعي
الكلام في التطبيق ثلاثا , وأنه يحسب واحدة
الحكم بذلك هو الموافق للقرآن ولأقوال الصحابة وللقياس ومصالح بني آدم
احتجاج جمهور الفقهاء على الشافعي في تجويزه جمع الثلاث
فصل : ذكر أدلة من أجاز الطلاق ثلاثا بلفظ واحد
فصل : الرد على هذه الأدلة
فصل : الرد على حديث عائشة في الرجل الذي طلق امرأته ثلاثا
فصل : الرد على ما اعتمد عليه الشافعي رحمه الله من حديث الملاعن
فصل : الرد على حديث محمود بن لبيد في قصته المطلق ثلاثا
فصل : الرد على حديث ركانة
فصل : الرد على حديث معاذ رضي الله عنه في ذلك
فصل : حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه
فصل : حديث زاذان عن علي رضي الله عنه
فصل : حديث ابن عمر
فصل : حديث أبي هريرة
فصل : حديث الحسن
فصل : دعواهم الإجماع في هذه المسألة
الرد على هذا الاعاء من عشرين وجها
في وقع الثلاث بغير المدخول بها ثلاثة مذاهب
الجواب عما احتجوا به من إلزام عمر رضي الله عنه الخليفة الملهم بالثلاث , وكيف ساغ له مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي بكر , وكيف سكت الصحابة عن ذلك
بيان أن الأحكام نوعان : ما له حالة واحدة لا يتغير , وما يتغير بحسب اقتضاء المصلحة له
ذكر صور من تعزيرات النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه
فصل : من مكايد الشيطان : الحيل والمكر والخداع
بيان أن الحيل مخادعة لله تعالى من اثني عشر وجها
ذكر بعض الأحاديث التي جاء فيها ذكر المسخ قردة وخنازير
المسخ على صورة القردة والخنازير واقع في هذه الأمة
من لم يمسخ في الدنيا مسخ في قبره , أو يوم القيامة
فصل : من الحيل تحليل الربا باسم البيع
ذكر بعض حكم تحريم الربا
تغيير صور المحرمات وأسمائها مع بقاء مقاصدها زيادة في المفسدة , مع تضمنها لمخادعة الله تعالى ورسوله
ذكر طائفة من أقوال السلف في النهي عن الحيل
الشريعة أبطلت على أصحاب الحيل مقاصدهم , وسدت عليهم الطرق
فصل : في سد الذرائع
صور مما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم سد للذريعة
منع الشرع هبة المرأة نفسها لغير النبي صلى الله عليه وسلم , والحكمة من ذلك
المحرمات قسمان : مفاسد , وذرائع موصلة إليها
القربات نوعان : مصالح للعباد , وذرائع موصلة إليها
تجويز الحيل يناقض سد الذرائع مناقضة ظاهرة من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية
الأفعال الموجبة للتحريم لا يعتبر لها العقل , فضلا عن القصد
الفعل المشروع لثبوت الحكم يشترط فيه وقوعه على الوجه المشروع
الحيل نوعان : أقوال وأفعال
فصل : في ذكر أدلة العلماء على تحريم الحيل
المقاصد والنيات معتبرة في التصرف والعادات كما هي معتبرة في القربات والعبادات
الضرار نوعان : جنف وإثم
فصل : أدلة مجوزي الحيل
فصل : تقسيم منكري الحيل لها إلى ثلاثة أنواع
الخداع قسمان : محمود ومذموم
المكر قسمان : محمود ومذموم
الكيد قسمان : محمود ومذموم
فصل : صفة الحيلة المحرمة عند أهل الحيل
المظلوم المحتاج ينفعه تأويله ويخلصه من الإثم
ذكر أمثلة لذلك في المحلوف به
أمثله ذلك في المحلوف عليه
فصل : للمظلوم المستحلف مخرجان يتخلص بهما
فصل : أمثلة مما يتخلص به من مكر غيره
المثال الأول : إن استأجر لمدة سنين ثم خاف غدر المؤجر
المثال الثاني : أن يخاف غيبة المستأجر فلا يقدر على طلب الأجرة
المثال الثالث : أن يخاف غيبة المستأجر أن يزاد عليه في الأجرة أو يفسخ العقد
المثال الرابع : أن يخاف أن يؤجره ما لا يملك
المثال الخامس : أن يخاف المؤجر فلس المستأجر ولا ضامن
المثال السادس : إذا خاف المستأجر عدم احتساب ما يعمر به الدار من الأجرة
المثال السابع : إذا خاف أن يحبس المستأجر الدار أو الدابة بعد مدة الإجارة
المثال الثامن : إذا كان له عليه دين فقال له : اشتر به كذا وكذا
المثال التاسع : إذا أراد أن يستأجر الدابة إلى مكان بأجرة معلومة فإن لم يبلغه فالأجرة كذا
المثال العاشر : تصحيح إجارة الأرض وزرعها فيها قائم
المثال الحادي عشر : تصحيح إجارة الأرض على أن اخراجها على المستأجر وإجارة الدابة بعلفها
إجارة موسى نفسه بعفة فرجه وشبع بطنه
المثال الثاني عشر : تصحيح إجارة أشجار الفواكه
تأجير عمر رضي الله عنه حديقة أسيد بن الحضير لوفاء دين عليه
إجارة الشجرة لا ستثمارها بمنزلة إجارة الأرض لمغلها
الجواب على من فرق بينهما بأن المغل من البذر وهو ملك المستأجر , والثمرة من الشجرة وهي ملك المؤجر
المثال الثالث عشر : إذا اشترى دارا أو أرضا وخاف أن تخرج وقفا أو مستحقة
الأمة المشتراة إذا وطئها ثم استحقت لم يلزمه المهر
إذا غرم المودع أو المتهب قيمة العين رجع إلى الغار بهما
المثال الرابع عشر : إذا خاف الموكل في الزواج وشراء الجارية أن يتزوج الوكيل المرأة أو يأخذ الجارية لنفسه
المثال الخامس عشر : إذا وكله في بيع جارية ووكله آخر في شرائها
المثال السادس عشر : لا يملك خلع ابنته بصداقها , والحيلة إذا ظهرت مصلحتها في ذلك
المثال السابع عشر : إذا خاف الوكيل من ضمان طعام لمن وكله بشرائه إذا هلك
المثال الثامن عشر : من أسلم وعنده خمر وخنزير يريد أن لا تتلف عليه
المثال التاسع عشر : عنده عصير خاف أن يتخمر فيحرم عليه اتخاذه خلا
المثال العشرون : الوضع من الدين المؤجل للتعجيل . ومذاهب العلماء فيه
الآثار في الوضع من الدين المؤجل لتعجيله
من منع من جوازه من جهة المعنى
حجج من جوز الوضع من الدين لتعجيله من الآثار والمعنى
تلخيص في المسألة أربعة مذاهب
المثال الحادي والعشرون : صالحه عن دينه الألف بمائة في وقت كذا وإلا فعليه مائتان
المثال الثاني والعشرون : كاتب عبده على ألف في سنتين , وإلا فألفين
المثال الثالث والعشرون : إذا صالحه على تأجيل دينه أو بعضه
المثال الرابع والعشرون : إذا صالح المشتري الشفيع على نصف الدار بنصف الثمن
المثال الخامس والعشرون : يجوز تعليق الوكالة والولاية والإمارة على الشرط
المثال السادس والعشرون : تعليق الإبراء بالشرط . وحديث وعد النبي صلى الله عليه وسلم جابرا من مال البحرين . وصحة تعليق الهبة بالشرط
تعليق الوصية بالشرط , والمذاهب فيه
المثال السابع والعشرون : إذا أرادت الزوجة فسخ النكاح لإعسار الزوج
المثال الثامن والعشرون : خوف المضارب تضمين المالك بما لا يملكه بعقد المضاربة
المثال التاسع والعشرون : تصحيح شركة العنان . والروايات فيها
المثال الثلاثون : النكاح على الشرط جائز والشرط لازم , خلافا لأبي حنيفة ومالك والشافعي
المثال الحادي والثلاثون : خاف أن ترث ابنته جزءا من عبده الذي هو زوجها فينفسخ النكاح بينهما
المثال الثاني والثلاثون : أراد التوثق لدينه المحال به على آخر
المثال الثالث والثلاثون : رهنه عبدا فخاف أن يموت فيسقط دينه
المثال الرابع والثلاثون : خاف أن يستحق الرهن فتبطل الوثيقة بالدين
المثال الخامس والثلاثون : إذا جحده القدر الذي بالوثيقة من الدين
المثال السادس والثلاثون : أراد عند حضور الموت تخليص ذمته من دين لبعض الورثة
المثال السابع والثلاثون : إذا نكح أمة غيره وخاف ان يسترق ولده منها
المثال الثامن والثلاثون : قال لامرأته إن سألتيني الخلع فأنت طالق ثلاثا إن لم أخلعك . وقالت هي له : إن لم أسألك الخلع فكل مملوك لي حر
المثال التاسع والثلاثون : زفت كل واحدة من الأختين إلى زوج الأخرى ولم يعلما إلا بعد الوطء
المثال الأربعون : مدين أراد أن يجعل عقاره في يد دائنه ليستغله
المثال الحادي والأربعون : خاف أن يطأ جاريته فتحبل وتصير أم ولد
المثال الثاني والأربعون : خاف إن جدد نكاح من بانت منه أن لا تقبل العود إليه , وله في ذلك عدة حيل
حديث الهزل في الطلاق والنكاح والرجعة والكلام عليه
المثال الثالث والأربعون : خاف أن يحجر عليه وهو حسن التصرف
المثال الرابع والأربعون : الصلح على الإقرار والإنكار صحيح عند الجمهور بالكتاب والسنة والقياس
المثال الخامس والأربعون : ادعى عليه أرضا أو دارا في يده فصالحه على بعض الدار والأرض
المثال السادس والأربعون : أوصى لرجل بخدمة عبده مدة معينة فأراد الوارث أن يشتري ما أوصى به
المثال السابع والأربعون : الصلح على الشجة
المثال الثامن والأربعون : صلح الزوجة عن ميراثها من زوجها صلح الزوجة عن الدين في التركة
المثال التاسع والأربعون : إذا تصدق المدين بأمر الدائن , هل تبرأ ذمته؟
إذا قال له : ضارب بالمال الذي عليك والربح بيننا لم يجز
المثال الخمسون : استئجار الأجير بالطعام والكسوة , وعلف الدابة , وبطعام المرضع
المثال الحادي والخمسون : للمستأجر أن يؤجر ما استأجره لغيره وللمؤجر
المثال الثاني والخمسون : كفل اثنان واحدا , فسلمه أحدهما برئ الآخر
المثال الثالث والخمسون : يصح ضمان المجهول وما لم يجب كصحة ضمان الدرك
المثال الرابع والخمسون : خاف أحد شريكي شركة العنان موت الآخر في سفره
المثال الخامس والخمسون : تزوج المرأة أحد الدائنين لها بحصته من الألف التي لهما عليها , فهل يضمن للدائن الآخر؟
المثال السادس والخمسون : استحلف كل واحد منهما صاحبه إذا اشترى جارية أن تكون بينهما
المثال السابع والخمسون : أراد المشتري أن يصالح أحد صاحبي العرض من جميع الثمن على بعضه على أن يضمن له الدرك من شريكه أو يرد عليه جميع الثمن
المثال الثامن والخمسون : أراد كل من الموسرين عتق نصيبه من العبد الذي بينهما
المثال التاسع والخمسون : أراد أن يزوج عبده الأمة التي حلف أن لا يزوجه إياها
المثال الستون : خاف أن تكتم الورثة ماله وهو يريد أن يبرئ من له عليه دين يخرج من الثلث
وكذلك إذا أراد المريض أن يعتق عبدا يخرج من الثلث وخاف من الورثة
المثال الحادي والستون : قال الموصى إن لم يقبل فلان أن يكون وصيا ففلان
المثال الثاني والستون : إذا خاف الوصي من محاسبة الحاكم . وحديث محاسبة النبي صلى الله عليه وسلم ابن اللتبية عامل الصدقة
المثال الثالث والستون : خاف من إبطال الوقف على نفسه
المثال الرابع والستون : صالحه على أن يسترد الجارية المعيبة بأقل مما اشتراها به
المثال الخامس والستون : لا تبرأ ذمة المضمون بمجرد الضمان , حيا كان المضمون أو ميتا
الحيلة في تصحيح الضمان المعلق
المثال السادس والستون : الحوالة تنقل الحق إلى ذمة المحال عليه , إلا أن يشترط غنى المحال عليه فيتبين مفلسا
المثال السابع والستون : لصاحب الدين مطالبة المدين وضامنه
المثال الثامن والستون : إذا حلف لا تقول له امرأته شيئا إلا قال لها مثله . فقالت له : أنت طالق ثلاثا
المثال التاسع والستون : يجوز استئجار الشاة ونحوها مدة معينة للبنها , بعلفها أو بدارهم
ويجوز أن يقفها فينتفع الموقوف عليه بلبنها , وأن يمنحها مدة معلومة لأجل لبنها
ويجوز أن يستأجر بئرا مدة لمائها , وبركة ليعيش فيها السمك
المثال السبعون : إذا قال له : بع ثوبي بعشرة فما زاد فلك
المثال الحادي والسبعون : حصد الزرع بجزء منه , وإجارة الدابة ببعض ما يخرج من أجرتها , وأجرة خياطة الثوب وحياكته بجزء منه
حديث قفيز الطحان
مذاهب العلماء في الإجارة على بعض ما يعمل الأجير
كانوا يستأجرون في الغزو البعير ببعض ما ينالون من الغنيمة
عامل النبي صلى الله عليه وسلم يهود خيبر على خيبر بشطر ما يخرج منها
حديث قفيز الطحان موضوع
المثال الثاني والسبعون : ليس له أن يقبض دينه على الهارب من مديون لذلك الهارب
المثال الثالث والسبعون : للحاكم أن يحكم على الغائب مع بقائه على حجته
المثال الرابع والسبعون : إذا جحد الغاصب في العلق وأقر في السر
المثال الخامس والسبعون : إذا أقرضه مالا وأجله لزم تأجيله على أصح المذهبين
لو أحال على رجل إلى أجل جازت الحوالة
المثال السادس والسبعون : إذا لم يكن عند الراهن من يشهد له على قدر الدين ولم يكتبه . فالقول قول المرتهن ما لم يدع أكثر من قيمته
ما في آية الدين ( 281 ) من سورة البقرة من العلم والفوائد , أرشد الله بها إلى حفظ الحقوق , وإلى نصاب الشهادة الذي لا يحتاج معه إلى يمين
أمره تعالى بالإشادة عند التبايع خشية الجحود
نهيه تعالى أن يضار الكاتب والشهيد . وأنواع الضرر
ثم ذكر ما تحفظ به الحقوق عند عدم الكتابة والشهود
الرهان قائمة مقام الكتابة والشهود
المثال السابع والسبعون : إذا خاف أن يجحد المرتهن الدين ويقول : إن هذا الرهن هوله ولكنه وديعة أو عارية
المثال الثامن والسبعون : إذا باعه , أو آجره , أو زوجه , ولم يتسلم ما وقع عليه التعاقد , ثم ادعى عليه بالثمن أو الأجرة أو المهر , فخاف إن أنكر أن يستحلفه أو يقيم عليه البينة ... إلخ
تعليق الإقرار بالشرط المقدم أو المؤخر
إذا أقر بدين وادعى قضاءه
المثال التاسع والسبعون : يجبر البائع على تسليم المبيع , والمشتري على دفع الثمن
الصحيح : أن للبائع حبس السلعة حتى يقبض الثمن
فإذا خاف البائع أن يجبر على التسليم ثم يحال على تقاضي المشتري فالحيلة له رهن المبيع بيد البائع على الثمن وحكمه إذا تلف
الحيلة في تصحيح الرهن والوثيقة
المثال الثمانون : إذا ادعت المرأة على زوجها عدم النفقة والكسوة مدة مقامها معه والعرف يكذبها لم يحل سماع دعواها
سماع دعوى المرأة التي يكذبها العرف والعادة من أقبح القبائح ومن شر ما يجرئ النساء على الرجال
ليس من السنة إلزام الزوج بالنفقة الماضية ولا حبسه في نفقة وما في ذلك من الضرر
من شر الفساد أن يمكن الحاكم المرأة من الولاية على زوجها في النفقة وغيرها مع أنها سفيهة
للرجل ولاية على امرأته في مالها
جعل الشرع المرأة عانية - أي أسيرة - عند زوجها
مبنى الحكم في الدعاوى على غلبة الظن المستفادة من البراءة الأصلية , أو من الإقرار أو البينة
البينة اسم لكل ما يبين وجه الحقيقة . وما اكتفت به الأمة من ذلك
شواهد من السنة وعمل السلف على أن البينة كل ما يبين الحق
الإقرار مقدم على الشهود ؛ لأن وازعه طبيعي ووازع الشهود شرعي
الظنون لا تقع إلا بأسباب تثيرها
تعارض أسباب الظنون
مراتب اليد في القوة والضعف
تنازع الزوجين في متاع البيت
شاهد يوسف الصديق من أهل امراة العزيز
حكم نبي الله سليمان في المرأتين المتنازعتين على الولد . وكل واحدة تدعيه ابنها
طرق تخلص الزوج المظلوم من دعوى زوجته الكاذبة عليه بالنفقة والكسوة
فصل : المقصود أن الله أغنانا بما شرعه من الحنيفية السمحة عن طرق المكر والخداع وعن كل باطل ومحترم وضار , بالحق والمباح النافع , وسياق أمثلة كثيرة على ذلك
ما ترك النبي صلى الله عليه وسلم شيئا يقربنا إلى الجنة إلا دلنا عليه , ولا شيئا يبعدنا عن النار إلا دلنا عليه
لو كان في الحيل فائدة لنا لجاءت بها سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
لو كان مقصود الشارع إباحة المحرمات بالحيل لما حرمها أولا
فصل : الطرق التي تدفع الظلم وتذب عن الدين وتدحض الباطل : من أنفع الطرق وأجلها علما وعملا وتعليما
الحيل أقسام : ما يتحيل به على الوصول إلى محرم في نفسه
وهذا النوع من الحيل إما أن يظهر مقصود صاحبه من الشر , كاللصوص والظلمة , أو لا يظهر مثل إقرار المريض لوارث إضرارا بالورثة ونحوه
الثاني : ما لا يظهر ذلك فيه
القسم الثالث : ما هو مباح في نفسه لكن صار محرما بقصد الحرام
القسم الرابع : أن يقصد بالحيلة أخذ حق أو دفع باطل , والطريق إلى ذلك محرمة
أقوال الفقهاء فيمن ظفر بحقه عند من يمنعه منه أو يظلمه إياه
حق الضيف في قراه إذا منعوه إياه
حديث : ( أيما ضيف نزل بقوم ...) إلخ
حديث : "من نزل بقوم فعليهم أن يقروه
إن كان سبب الحق خفيا بحيث يتهم بأخذه
حديث : ( أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك ) وشواهده
حجة الذين جوزوا لمن ظفر بحقه أن يأخذه . وجوابهم عن حجج المانعين منه وقول الشافعي
أحكام الدنيا مبنية على الظاهر وأحكام الآخرة مرتبة على السرائر
حديث : ( إنكم تختصمون إلى , وإنما أنا بشر ... ) إلخ
من رأى عين أمته وزوجته عند الغاصب ليس كمن رأى ماله
فصل : القسم الخامس من الحيل : ما قصد به تحليل ما حرم الشارع أو إسقاط ما أوجب
هذا النوع من الحيل ينسب الشارع إلى العبث وإلى شرع ما لا فائدة فيه . وغايته إباحة ما حرمه الله ورسوله
إخراج الجهمية وغيرهم من المبطلين باطلهم في قوالب مستحسنة ترويجا له
فصل : هذا القسم من الحيل إما لحل ما هو حرام في الحال , أو حل ما انعقد سبب تحريمه , أو إسقاط ما هو واجب في الحال , أو إسقاط ما انعقد سبب وجوبه , أو الاحتيال على أخذ أو بعضه أو بدله بخيانة , ولهذا الأخير صور كثيرة
فصل : الفرق بين الحيل التي تخلص من الظلم والعدوان والتي يحتال بها على إباحة الحرام وإسقاط الواجبات
الحيلة على الربا بالعينة
الحيلة على إبطال الزكاة
الحيلة على إسقاط الشفعة
الحيلة على إبطال الجمعة
وأما المانعون من الحيل مرة واحدة فيجيبون عن ذلك بأجوبة
فصل : في الحيلة لمن حلف بالطلاق ليشربن الخمر أو ليقتلن هذا الرجل
من قال من علماء السلف : في اليمين بالطلاق والعتق كفارة يمين
مذهب طاووس وعكرمة : أن الحلف بالطلاق ليس شيئا وتصحيح الرواية عنهما بذلك
القياس والآثار على أن الحلف بالطلاق ليس شيئا , وإن خالفه الناس والسلطان
مذهب أشهب المالكي : أنه لا يقع عليه الطلاق بفعلها ويقع عليه بفعل غيرها
الطريق الخامسة : طريق من يفصل بين الحلف بصيغة الشرط والجزاء والحلف بصيغة الالتزام
التزام التطليق لا يوجب وقوع الطلاق
فصل : وممن ذكر الفرق بين الطلاق وبين الحلف بالطلاق : أبو الوليد هشام بن عبدالله القرطبي من أئمة الأندلس في كتابه "مفيد الحكام
الطلاق حل واليمين عقد
ليس اليمين بالطلاق من صرائح الطلاق ولا من كناياته
اليمين بالطلاق مخالف للإيقاع في الحقيقة والقصد واللفظ
طريقة من يزيل المقصود باليمين
الطرق السادسة : أن يزول المعين الذي كانت اليمين لأجله
اعتبار الألفاظ بدلالتها على المقاصد
فتوى ابن عقيل وغيره فيمن قال لامرأته : أنت طالق بسبب وشاية تبين له كذبها : أنه لا يقع عليه الطلاق
هذه الطريقة أحسن من الطرق التي يتحيلون بها على عدم الحنث . وهي : التسريح , أو الخلع , أو التحيل لفساد النكاح , أو الاحتيال على فعل المحلوف عليه
فصل : يحتجون لجواز الحيل بقصة أيوب , ولا يقولون بمقتضى القصة فيما لو حلف ليضربنه مائة سوط فجمعها وضربه بها مرة لم يبر
قصة المخدج الذي زنى بجارية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكيف أقيم عليه الحد
ما في قصة أيوب من الفقه الدقيق
فصل : حديث بلال : ( بع التمر بالدراهم ثم اشتر بالدراهم جنيبا ) لا دلالة فيه على الاحتيال بالعقود التي ليست مقصودة لوجوه
أحدها : أن أمر النبي صلى الله عليه وسلم لبلال إنما يقتضي البيع الصحيح
الوجه الثاني : أن الحديث ليس فيه عموم . والأمر بالحقيقة المطلقة ليس أمرا بشئ من قيودها
غلط من قال : إن عدم الأمر بالقيود يستلزم عدم الإجزاء
لا معنى للاحتجاج بحديث بلال على نفي شرط مخصوص , ولا سائر الشروط
وكذلك الاستدلال بقوله تعالى : { وأنكحوا الأيامى منكم } وقوله : { وأحل الله البيع وحرم الربا
حديث : "من استطاع منكم الباءة فليتزوج
بطلان الاحتجاج بحديث بلال على جواز بيع العينة ومثله إذا قال : بع هذا القطن واشتر بثمنه ثياب قطن ونحو ذلك
الوجه الثالث : أن قوله : ( بع الجمع بالدراهم ) إنما يفهم منه البيع المقصود لا البيع الذي لا يقصد
الوجه الرابع : أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيعتين في بيعة
الوجه الخامس : اقتضاء قوله صلى الله عليه وسلم : ( بع الجمع بالدراهم ) بيعا ينشئه ويبتدئه بعد البيع الأول
الوجه السادس : لو فرض أن الحديث عموما لفظيا فهو مخصوص بصور لا تعد
فصل : الرد على من استدل بآية التجارة الحاضرة على جواز الحيل
معاملات التجارة واضحة المغايرة لمعاملات الربا مهما احتالوا على إخفائها
فصل : وأما استدلالكم بالمعاريض على جواز الحيل
المعرض يقصد باللفظ ما جعل دالا عليه ومثبتا له في الجملة
الفروق بين المعرض والمحتال
المعرض قاصد دفع الشر والمحتال قاصد دفع الحق
قول سليمان للمرأتين : ائتوني بالسكين أشقه بينكما
قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر حين لبس الحلة : " لم أعطكها لتلبسها
أنواع من التعريض
فصل : وأما احتجاجهم بقصة يوسف
ما في قصة يوسف من الحيل المستحسنة والأسرار والحكم
فصل : كان وضع يوسف الصواع في رحل أخيه بمواطأة الأخ وإذنه
ما في تأذينهم في العير بصوت عال وتفتيش متاع الإخوة من لطائف الكيد
تسميتهم سارقين من المعاريض أو أن المنادي هو الذي قال ذلك من غير أمر يوسف
ليس بكاذب من أصلح بين الناس
قول حذيفة : "إني أشتري ديني بعضه ببعض مخافة أن أقدم على ما هو أعظم
احتج بعضهم بالقصة لجواز توصل الإنسان إلى حقه بما يمكنه , وهي حجة ضعيفة
نسبة الكيد إلى الله تعالى
فصل : يوسف كيد من إخوته من وجوه عدة
كيد امرأة العزيز ليوسف
كيد النسوة ليوسف
وجوه مكر النسوة بامرأة العزيز وكيدها لهن
كيد الله ليوسف في مقابلة كيد إخوته له
فصل : كيد الله لا يخرج عن نوعين : أحدهما : أن يفعل الله فعلا خارجا عن قدرة العبد الذي كاد له , فيكون الكيد من باب القدر المحض لا من باب الشرع
استرقاق الدائن للمدين في دينه وحديث بيع النبي صلى الله عليه وسلم سرق في دينه
أنطق الله إخوة يوسف بالحجة عليهم لأخذ أخيه
في قصة يوسف تنبيه على الأخذ باللوث الظاهر في الحدود
المواضع التي يعمل فيها باللوث
أشبع المؤلف القول في هذا في كتاب " الاعلام باتساع طرق الأحكام
ليس في قصة يوسف حجة لأرباب الحيل
النوع الثاني : من كيد الله سبحانه لعبده : أن يلهمه أمرا مباحا أو مستحبا أو واجبا يوصله إلى المقصود الحسن , كما ألهم يوسف وضع الصواع في رحل أخيه
الأمر المشروع عام لا يختص به شخص دون شخص
خاصية الفقيه أن يتفطن لا ندراج ما يحدث له تحت الحكم العام
فصل : بلاء الإسلام ومحنته من المحتالين في الأعمال والمسفسطين والمقرمطين في الأقوال
فصل : ومن مكايد الشيطان : ما فتن به عشاق الصور
ما يلقى عاشق النسوان والمردان من عذاب وشقاء في الدنيا والآخرة
فصل : الحب والإرادة مبدأ لجميع الأفعال والحركات , كما أن الكره والبغض مبدأ كل كف وترك
الترك نوعان : وجودي وعدمي
الإنسان لا يترك محبوبا إلا إلى أحب منه , ولا يرتكب مبغوضا إلا ليتخلص مما هو أبغض منه
النفس إنما تسعى دائما إلى تحصيل محبوب , أو للتخلص من مكروه
المحبة والإرادة أصل للبغض والكراهية وعلة لهما من غير عكس
كمال الإيمان : أن يكون الحب والبغض والفعل والترك لله لا لغيره
فصل : كل حركة في العالم العلوي والسفلي سببها المحبة والإرادة وغايتها المحبة والإرادة
الحركات ثلاثة : طبعية , وقسرية , وإرادية
كل حركة في السماوات والأرض فهي ناشئة عن الملائكة الذين وكلهم الله بالسماوات والأرض وما فيهما
معنى المرسلات والنازعات
الملائكة إنما تنفذ أمر الله الواحد القهار
الصافات صفا
رؤساء الملائكة
دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض ) الحديث
جبريل وأمانته وكرمه على ربه , وقوته وطاعة أهل السماء له
معنى قوله تعالى : { ذو مرة فاستوى
حديث : "لا تحل الصدفة ولا لذي مرة سوي
عداوة اليهود لجبريل
يضيف الله التدبير للملائكة لأنهم هم المباشرون للتدبير
الله المدبر أمرا وإذنا ومشيئة . والملائكة المدبرات مباشرة وامتثالا
الملائكة الموكلة بالإنسان من حين كونه نطفة إلى آخر أمره
هم أولياء المؤمنين في الدنيا والآخرة
ما في السماء موضع أربع أصابع إلا وملك قائم أو راكع أو ساجد
ويدخل البيت المعمور كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه آخر ما عليهم
القرآن مملوء بذكر الملائكة وأعمالهم ومراتبهم
ذكرهم في الأحاديث أكثر من أن يذكر
الإيمان بالملائكة أحد الأصول الخمسة التي هي أركان الإيمان
منشأ الحركات الإرادية والطبيعية
فصل : المحبة هي التي تحرك المحب في طلب محبوبه الذي يكمل بحصوله له
كل المحاب باطلة مضمحلة سوى محبة الله وما والاها
معنى قوله تعالى : { إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا
فصل : أصل المحبة المحمودة : هي محبة الله وحده المتضمنة لعبادته دون ما سواه
العبادة تتضمن غاية الحب بغاية الذل
إنما يطلق في حق الله الحب والعبادة والإنابة والإخبات , ولا يطلق العشق ولا الغرام , ولا الصبابة , ولا الشغف ولا الهوى
مدار كتب الله كلها على الأمر بهذه المحبة , والنهي عما يضادها
حديث ( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان ) الحديث
حديث : "والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين
أصل العبادة وكمالها هو المحبة , وإفراد الرب سبحانه بها
الكلمة المتضمنة لهذين الأصلين " لا إله إلا الله
حديث : " أفضل الذكر لا إله إلا الله
سورة : { قل هو الله أحد } تعدل ثلث القرآن
حديث دعوة المكروب : ( لا إله إلا الله العظيم ) الحديث
دعوة ذي النون : " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
حديث : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا راعه أمر قال : الله ربي لا أشرك به ) الحديث
تعليم رسول الله صلى الله عليه وسلم أسماء بنت عميس كلمات تقولها عند الكرب
دعوة ذي النون : لم يدع بها مسلم في شيء إلا استجيب له
دعوات المكروب : اللهم رحمتك أرجو , فلا تكلني إلى نفسي , الحديث
التوحيد ملجأ الطالبين , ومفزع الهاربين , ونجاة المكروبين , وغياث الملهوفين
فصل : لا بد للنفس من محبوب مراد لنفسه . وإلا لزم الدور والتسلسل في العلل والغايات
لا يحب لذاته من كل وجه إلا الله الذي لا تصلح الإلهية إلا له
فصل : كل حي فله إرادة وعمل بحسبه وكل متحرك فله غاية يتحرك إليها , ولا صلاح له إلا أن يكون الله وحده غاية حركته ونهاية مطلبه
تقسيم المحبة والإرادة إلى نافعة وضارة باعتبار متعلقها
فصل : الحي العالم الناصح لنفسه لا يؤثر محبة ما يضره إلا من فساد تصوره ومعرفته بالجهل , أو فساد قصده وإرادته بالظلم
أصل كل خير هو العلم والعدل . وأصل كل الشر هو الجهل والظلم
قد قيل : عن فساد القصد من فساد العلم
فصل : العبد أحوج شيء إلى معرفة ما يضره ليجتنبه , وما ينفعه ليحرص عليه ويفعله
وإلى ذلك طريقان : العقل , والشرع , والشرع أصدق من العقل
أهل الشبهات والأهواء المخالفون للسنة علما وعملا
فصل : من المحبة النافعة : محبة الزوجة وما ملكت اليمين
سئل النبي صلى الله عليه وسلم : "من أحب الناس إليك ؟ قال : عائشة
عائشة الصديقة بنت الصديق المبرأة من فوق سبع سموات
حديث : ( حبب إلي من دنياكم : النساء والطيب ) الحديث
لا عيب على الرجل في عشق زوجته إلا إذا شغله عن محبة الله ورسوله
الأشياء التي كان يحبها رسول الله صلى الله عليه وسلم
المحبة النافعة ثلاثة أنواع : محبة الله , ومحبة في الله , ومحبة لله , والضارة ثلاثة أنواع : محبة مع الله , ومحبة ما يبغض الله , ومحبة ما تقطع محبته عن الله
المحبة مع الله أصل الشرك
محبة الصور المحرمة من موجبات الشرك
نجاة يوسف الصديق من عشق الصور الذي وقعت فيه امرأة العزيز المشركة
فصل : ومن أعظم كيد الشيطان : ما فتن به بعض المتصوفة : أنه يحب الأمرد أو المرأة ويقول : إنه لله
اعتقادهم أن هذا قربة لله : من أعظم الضلال والغي وتبديل الدين
قد يبلغ الشيطان من هؤلاء أن يعتقدوا التعاون على الفاحشة تعاونا على الخير والبر . وحديث : ( من نفس عن مؤمن كربة ...) إلخ
فصل : ثم هم بعد هذه الضلال أربعة أقسام : قوم يعتقدون أن هذا لله وهذا كثير في المتصوفة
وقوم يعلمون في الباطن أنه لغير الله ولكن يظهرون ذلك خداعا
والقسم الثالث : مقصودهم الفاحشة الكبرى
تسميتهم اللواط زواجا استهزاء بآيات الله ودينه
حديث : ( إذا أحب الله عبدا ...) الحديث
ترجيح أولئك الفجرة وطء المردان على نكاح النسوان
قسمت هذه الطائفة الفاجرة الأمرد المفعول به إلى ثلاثة أقسام
صنف بعضهم كتابا في إتيان المردان , ونسبتهم ذلك كذبا إلى مذهب مالك
سبب الغلط في نسبة هذا إلى مالك ما نسب إليه من إباحة وطء الزوج امرأته في دبرها
قول كثير من الفسقة إنه صغيرة في مذهب أبي حنيفة . وهذا من أعظم الكذب على الأئمة
الشبهة التي أوقعتهم في هذا الكتاب من أن أبا حنيفة لم يوجب فيه الحد
جمع الله لقوم لوط من العذاب ما لم يجمعه لأمة غيرهم
شبهة من أسقط فيه الحد : أن فحشه مركوز في الفطر
جواب الجمهور الموجبين الحد على هذه الشبهة
حد اللوطي القتل بكل حال
ظن كثير من الجهال الفجرة جواز الفاحشة بالمملوك
رفع إلى عمر امرأة تزوجت عبدها متأولة قوله تعالى : { أو ما ملكت أيمانهم } ففرق عمر بينهما وأدبها
من تأول هذه الآية على وطء المملوك فهو كافر باتفاق الأمة
من تأول منهم { ولعبد مؤمن خير من مشرك } على ذلك
ومنهم من يجعل حل ذلك مسألة خلاف ويقول : الاختلاف شبهة . وهذا كذب وجهل
ومنهم من يقول : هو مباح للضرورة . ليس عدم تقدير الحد في الجريمة دليلا على حلها , أو الخلاف فيها
تبديل الدين من اتباع الأقوال الخاطئة والظنون الكاذبة , والأهواء الغالبة
كان بعض المماليك يتمدح بأنه لا يعرف عاشقا له غير سيده , كما تتمدح المرأة والجارية
ومنهم من يرى ان التحريم غنما هو إكراه الصبي على فعل الفاحشة
استهزاء النصير الطوسي بحكم النبي صلى الله عليه وسلم في الحدود
استباحة هؤلاء الفجرة الفسق لشدة العشق
استباحتهم الخمر للتداوي
الكفر والفسوق والعصيان درجات
اتخاذ الأخدان من النساء والرجال أقل شرا من المسافحات والمسافحين
حديث : ( كل أمتي معافي إلا المجاهرين ...) الحديث
حديث : ( من ابتلي من هذه القاذورات بشيء فليستتر ..) إلخ
حديث : ( إن الخطيئة إذا خفيت لم تضر إلا صاحبها ...) إلخ
الزنا بذات الزوج وحليلة الجار وامرأة الغازي أعظم إثما من الزنا بغيرهن
اختلاف درجات الإثم بحسب الزمان والمكان والفاعل
حديث : ( ثلاثة لايكلمهم الله يوم القيامة : الشيخ الزاني ...) إلخ
فصل : ينبغي أن يعلم انه يقترن بالأيسر إثما ما يجعله أعظم إثما مما فوقه
قد يقترن بالفاحشة من العشق ما يشغل القلب بتعظيم المعشوق وتأليهه وتقديم طاعته على طاعة الله ورسوله
قد أثبت الشارع في المحبوبات لغير الله اسم التعبد
حديث : ( تعس عبد الدينار ..) إلخ
إذا شغف القلب بمحبة غير الله كان فيه من التعبد له بقدر ذلك
مراتب الحب
القرآن إنما حكى عشق الصور عن المشركين
العشق المحرم من أعظم الغي
أصحاب السماع الشعري الشيطاني غاوون
إصرار العاشق على محبة الزنا وتوابعه قد يكون أعظم ضررا من فعل الفاحشة ألف مرة
الإصرار على الصغيرة قد يساوي الكبيرة
تعبد القلب للمعشوق شرك وهو أشد مفسدة من المعصية
سلطان الشيطان على الذين يتولونه من الغاوين أتباع الهوى والشهوات
أصل الغي من الحب لغير الله
أصحاب العشق الشيطاني لهم من تولي الشيطان والإشراك به بقدر ذلك
حب غير الله يضعف الإخلاص ويقوي الشرك
كثير من المتيمين يقول لمعشوقه : إنه عبده , ويذكره أكثر من ذكره لله , ويقدم رضاه على رضا ربه , ويجعل الفضلة من وقته - إن كانت - لربه
لسان العاشق في الصلاة لربه وقلبه مع معشوقه , وجسمه إلى القبلة ووجه قلبه إلى المعشوق , لذلك ينقر الصلاة ويحب طول الوقوف مع معشوقه
العشق الشيطاني يجمع المحرمات الأربع : الفواحش الظاهرة والباطنة , والإثم , والبغي بغير الحق , والشرك , والقول على الله ما لا يعلم
كثيرا ما يوجد من هذا العشق قتل النفوس وأخذ المال بالباطل والكذب والظلم
أصل كل هذا الشر من خلو القلب من محبة الله والإخلاص له
عشاق الصور المتيمون تنطبق عليهم آية { أفرءيت من اتخذ إلاهه هواه } الآية
ليس شيء يستوعب محبة القلب إلا حب الله , أو محبة بشر مثلك
لا يعرف في محبة شيء ما يزيل العقل إلا محبة البشر
قد يبذل العاشق نفسه للقتل والتلف
حديث : "شارب الخمر كعابد وثن
قول علي رضي الله عنه للعبي الشطرنج : "ما هذه التماثيل التي انتم لها عاكفون
قرن الله بين الخمر والأنصاب التي تعبد من دون الله
سكرة العشق أشد من سكرة الخمر
العاشق لا يستفيق إلا عند الموت
سكرة قوم لوط حتى فاجأهم عذاب الله
العشق أعظم مما بالمجانين
العاشق أشبه بعابد الوثن من شارب الخمر
ما يوقعه الشيطان من العداوة والبغضاء والصد عن ذكر الله بالعشق أشد مما يوقعه بالخمر والميسر
جميع المعاصي يجتمع فيها العداوة والبغضاء والصد عن ذكر الله وعن الصلاة
ما يجعل الله من الود بين الذين آمنوا وعملوا الصالحات
قول هرم بن حيان : ( ما أقبل عبد بقلبه على الله إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه ...) إلخ
انقلاب ما بين أهل المعاصي والفسوق إلى عداوة وبغضاء في الدنيا والآخرة
عداوة المتخذين أوثانا يوم القيامة لمن اتخذوهم ولعنهم لهم
كل المعاصي توجب العداوة والبغضاء والصد عن ذكر الله وعن الصلاة
الخمر والميسر من أواخر المحرمات
كم وقع بين الناس من العداوة بسبب عشق الصور
فصل : في بيان أن أصل الفواحش محبة غير الله , لأنها في المشركين أكثر منها في المؤمنين
آيات سورة الأعراف ( 27 - 33 ) في تحذير بني آدم من الشيطان
تحذير الله في سورة الكهف المؤمنين أن يتخذوا الشيطان وذريته أولياء من دونه وهم لهم عدو
أولياء الشيطان يحتجون للفاحشة بتقليد آبائهم وزعمهم أن الله أمرهم بها
كثير من الصوفية والعباد والأمراء والأجناد والمتفلسفة والمتكلمين والعامة يستحلون الفواحش تقليدا للأسلاف وظنا أن الله أباحها , ويجعلون العشق دينا يتقربون به إلى الله , ولهذا يجتمعون على السماع الشيطاني الذي يهيج هذا العشق
إذا وجد القلب حلاوة الإيمان بالله أغناه ذلك عن اتخاذ الأنداد
فطر الله القلوب على حبه وإخلاص العبادة له
حديث : ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه ...) الحديث
إنما بعث الله المرسلين لإصلاح الفطر التي تفسدها الشياطين
فصل : الفتنة بعشق الصور تنافي أن يكون الدين كله لله
فتنة القلوب إما من الشرك أو من أسبابه من الشبهات والشهوات
فتنة الذين عبدوا العجل
قول الجد بن قيس للنبي صلى الله عليه وسلم : ( ائذن لي ولا تفتني ) في غزوة تبوك , ومعنى ذلك زعم الجد أنه يفر من فتنة النساء فوقع في فتنة الشرك والكفر في الدنيا والعذاب في الآخرة
معنى الفتنة : الامتحان الذي خلص صاحبه من الافتتان , كقوله تعالى لموسى : { وفتناك فتونا } والامتحان الذي حصل معه افتتان كقوله تعالى : { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة
معنى الفتنة في أول سورة العنكبوت وفي قول موسى : { إن هي إلا فتنتك
معنى قوله تعالى : { إنمآ أموالكم وأولادكم فتنة
نزول النبي صلى الله عليه وسلم عن المنبر واحتماله الحسن والحسين
قول ابن مسعود : " أيكم استعاذ فليستعد بالله من مضلات الفتن
معنى قوله تعالى : { وجعلنا بعضكم لبعض فتنة
امتحان الله الرسل وورثتهم والمرسلين إليهم بعضهم ببعض
امتحان العلماء والملوك والرعية والأغنياء والفقراء والضعفاء والأقوياء والرجال والنساء ببعضهم
قول الرؤساء والأغنياء للفقراء أتباع الرسل : { لو كان خيرا ما سبقونآ إليه
قول قوم نوح : { أنؤمن لك واتبعك الأرذلون
حمية الشريف والرئيس وأنفته أن يسلم فيساوي الفقير
قول الكفار : { لن نؤمن حتى نؤتى مثل مآ أوتي رسل الله
افتتان المشركين بفقراء المهاجرين
قرن الله الفتنة بالصبر في سورة الفرقان وفي سورة النمل
بالفتنة يتبين الصادق من الكاذب , والمؤمن من المنافق , والطيب من الخبيث
الفتنة رحمة في حق الصابرين
الفتنة لا بد منها في الدنيا والآخرة
من لم يصبر على فتنة الدنيا له النار
جعل الله شجرة الزقوم فتنة للضالمين وما جاء في شجرة الزقوم
جعل الله عدة ملائكة النار تسعة عشر فتنة لأهلها , وما ورد من قول أبي جهل في ذلك
قول المؤمنين : { ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين
قول أصحاب موسى : { ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين
فتن الله أصحاب الشهوات بالصور الجميلة وفتن أولئك بهم
أنواع ما في هذه الدار من فتون من الشهوات والنفس الأمارة والشيطان والقرناء وغير ذلك , ولا نجاة منها إلا بتوفيق الله ومعونته
فصل : الفتنة نوعان : فتنة الشبهات وفتنة الشهوات
فتنة الشبهات من ضعف البصيرة وقلة العلم , وفساد القصد وغلبة الهوى
اتباع الهوى يضل عن سبيل الله
مآل هذه الفتنة إلى الكفر والنفاق
جميع البدع إنما نشأت عن فتنة الشبهات
لا ينجي من هذه الفتنة إلا تجريد اتباع الرسول وتحكيمه في العقائد والأعمال وفي الدين كله
قد تنشأ فتنة الشبهات من فهم فاسد أو نقل كاذب , أو إخفاء حق ثابت , أو غرض فاسد أو اتباع هوى
فصل : النوع الثاني : فتنة الشهوات
جمع الله بين فتنة الشهوات والشبهات في الآية ( 69 ) من سورة التوبة
فساد القلوب والأديان من الخوض بالباطل والاستمتاع بالخلاق
احذر من فتنته هواه ومن أعمته دنياه
احذر العالم الفاجر , والعابد الجاهل
أصل كل فتنة تقديم الرأي على الشرع وتقديم الهوى على العقل
الشبهات تدفع باليقين , والشهوات تدفع بالصبر
بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين
جمع الله بينهما في آية ( 45 ) من سورة ص
معنى قوله : { اولى الأيدي والأبصار
فصل : الهدى والرحمة اللذين بهما سعادة العبد وفلاحه إنما يحصلان بسلامته من الشهوات والشبهات
جمع الله للخضر في الآية ( 65 ) من سورة الكهف بين الرحمة والعلم , كما جمع لأصحاب الكهف بين الرحمة والرشد , ومعنى الرشد
قد يقابل الرشد بالضر والشر , كما في سورة الجن
الغي سبب حصول الضر والشر
مقابلة الهدى بالضلال وبالعذاب
يجمع الله بين الضلال والعذاب , كما في قوله : { إن المجرمين في ضلال وسعر } وكما في آية ( 124 ) من سورة طه
دعاء أولياء الله ربهم أن لا يزيغ قلوبهم بعد إذ هداها
جمع الله بين الهدى والرحمة في عدة آيات
الهدى العام والهدى الخاص بأهل اليقين والمتقين
القرآن بصائر لجميع الناس
البصائر جمع بصيرة , وهي فعيلة بمعنى مفعلة
قوله : { وءاتينا ثمود الناقة مبصرة } ومعناها
الإبصار يستعمل لازما ومتعديا
القرآن بصيرة وتبصرة وهدى وشفاء ورحمة بمعنى عام ومعنى خاص
القرآن هدى بالفعل لمن اهتدى وبالقوة لمن لم يهتد
الأثر : "من ازداد علما ولم يزدد هدى لم يزدد من الله إلا بعدا
الله الهادي , وكتابه الهدى , وقلب العبد القابل للهداية
المحل القابل للهدى هو قلب العبد المتقي المنيب إلى ربه
إذا لم يكن المحل قابلا لم يؤثر فيه الهدى كما لا يؤثر الغذاء في غير محله
القرآن لا يزيد الظالمين إلا خسارا ولا يزيد المنافقين إلا مرضا
لا يحصل الهدى على الحقيقة إلا عند اجتماع الفاعل والقابل والآلة
معنى قوله : { ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون
اتصال الهدى بالرحمة في حق المؤمنين
معنى قوله تعالى في سورة يونس : { قل بفضل الله وبرحمته فبذالك فليفرحوا
قوله تعالى : { قل أندعوا من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا } الآية
الرحمة تكون على حسب ما عند العبد من الهدى
الرحمة الخاصة بالمؤمنين غير الرحمة العامة
جمع الله للمؤمنين بين الرحمة والهدى والصلاة في آية ( 157 ) من سورة البقرة
قول عمر : "نعم العدلان ونعمت العلاوة
أكمل المؤمنين إيمانا أعظمهم نصيبا من الرحمة
حديث : ( أرحم أمتي يأمتي أبو بكر , وأشدهم في دين الله عمر ..) الحديث
وسع ربنا كل شيء رحمة وعلما
أعلم الصحابة أبو بكر
العبد بجهله يسعى في مضار نفسه وحرمانها من كرامتها وثوابها
فصل : الرحمة صفة تقتضي إيصال الخير إلى العبد وإن كره ذلك
رحمة الوالد بولده أن يكرهه على التأدب بالعلم والعمل
من تمام رحمة أرحم الراحمين تسليط أنواع البلاء على العبد ليمحصه
في الأثر : ( إن المبتلى إذا دعي له : اللهم ارحمه , قال الله : كيف أرحمه من شيء به أرحمه؟
في الأثر : ( إذا أحب الله عبدا حماه طيبات الدنيا
من رحمته تعالى بالمؤمنين ابتلاؤهم بالأوامر والنواهي , وأن نغص عليهم الدنيا لئلا يسكنوا إليها , وأن حذرهم نفسه لئلا يغتروا به
فصل : ضد الهدى والرحمة : الضلال والغضب , ولذلك أمرنا الله أن نسأله كل يوم مرات الهداية إلى صراط الذين أنعم عليهم وأن يجنبنا طريق المغضوب عليهم والضالين
فصل : كل حي إنما يعمل لما فيه تنعمه ولذته
الأعمال التي يعملها ابن آدم إما أن يتخذها دنيا أو لا , والدين إما حق وإما باطل , والنعيم التام في الدين الحق علما وعملا
ما يصيب كثيرا من المؤمنين من المصائب وكثيرا من الكفار والفساق من الرياسة والمال وغير ذلك
ظن بعض الناس أن ما وعد الله من العزة والنصرة والفلاح للمؤمنين هو في الآخرة فقط
من يعلل ما ينال المؤمن من المصائب في الدنيا ومن لا يعلل
من هؤلاء من يتهم الرب سبحانه بما لا يصدر إلا من عدو
ما كان يقول الجهم بن صفوان مما ينفي به الحكمة والرحمة عن الله
قول بعض كبار الضلال : ما على الخلق أضر من الخالق
قولهم : إذا أطعته وتبت إليه نكد علي عيشي
وهذا ناشئ من حسن ظن العبد بنفسه ومن اعتقاد أن الله لا يؤيد صاحب الحق ولا ينصره
العبد وإن آمن بالآخرة لا بد له من الدنيا
حديث : ( بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم ...) الحديث
إذا اعتقد أن الدين الكامل لا يحصل إلا بفساد الدنيا لم يقدم على طلبه
أصل هذه الفتنة ناشئ من جهل حقيقة الدين , وجهل حقيقة النعيم
كمال العبد إنما يحصل بمعرفة النعيم الذي يطلبه والعمل الذي يوصل إليه
ما يكون من جهل العبد بأمر الله ودينه وبوعده ووعيده من الفتنة
كثيرا ما يترك العبد واجبات لتقصيره في العلم
قد يترك واجبات القلوب التي هي آكد من واجبات البدن
ما أكثر من يتعبد الله بترك ما أوجب عليه وهذا من أمقت خلق الله إلى الله
ما أكثر من يتعبد الله بما حرمه عليه ويعتقد أنه طاعة , وهو شر ممن يعتقده معصية ويفعله
ما أكثر من يعتقد انه مظلوم ومحق من كل وجه , ولا يكون في الحقيقة كذلك
أكثر ديانات الخلق إنما هي عادات أخذوها عن الآباء والأجداد
إنما ضمن الله نصر وليه القائم بدينه علما وعملا , ولم يضمن نصر الباطل وإن اعتقد صاحبه أنه حق
ولا ية الله ومعيته الخاصة ونصره الكامل وإنما هو لأهل الإيمان الكامل
وبما تقدم يزول الإشكال الوارد في قوله تعالى : { ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا
والتحقيق أن المنفي هو السبيل الكامل عن أهل الإيمان الكامل
فصل : المقام الثاني الذي وقع فيه الغلط ظن كثير من الناس أن أهل الدين والحق يكونون في الدنيا أذلاء , وهذا من عدم الوثوق بوعد الله , ومن سوء الفهم لكتابه
قد بين الله في كتابه أنه ناصر المؤمنين في الدنيا والآخرة
ما أصاب العبد من مصيبة فبذنوبه
قد ذم الله من يطلب النصرة والعزة من غير المؤمنين بقوله في سورة المائدة : { يأيها الذين ءامنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أوليآء } الآيات
ونظيره قوله في سورة النساء : { بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما } وما بعدها
قول عبدالله بن أبي المنافق : { لئن رجعنآ إلى المدينة ...} الآية
قوله تعالى في سورة فاطر : { من كان يريد العزة فلله العزه جميعا
قوله : { هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ...} الآية
قوله في سورة الصف : { يأيها الذين ءامنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم ...} الآيات
قوله تعالى للمسيح في سورة آل عمران : { إنى متوفيك ورافعك إلى ...} الآية
لما كان للنصارى نصيب من عيسى كانوا فوق اليهود
قوله تعالى للمؤمنين في سورة الفتح : { ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الأدبار ...} الآية
قوله : { العاقبة للمتقين
قوله في سورة آل عمران : { وإن تصبروا وتتقوا
قوله إخبارا عن يوسف : { إنه من يتق ويصبر ...} الآية
قوله في سورة الأنفال : { يأيها الذين ءامنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا
قوله في سورة الطلاق : { ومن يتق الله يجعل له مخرجا - ويرزقه من حيث لا يحتسب
قول النبي صلى الله عليه وسلم : "لو عمل الناس كلهم بهذه الآية لو سعتهم
الآيات الواردة في المقام الثاني , وهو أن كل مصيبة تصيب العبد بذنوبه
قوله تعالى في قصة أحد في سورة آل عمران : { أولمآ أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها } الآية
قوله في سورة آل عمران : { إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان
قوله في سورة الشورى : { ومآ أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم
قوله في سورة الروم : { ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس
قوله في سورة الشورى : { وإنآ إذآ أذقنا الإنسان منا رحمة فرح بها } الآية
قوله في سورة الروم : { وإذآ أذفنا الناس رحمة فرحوا بها } الآية
قوله في سورة الشورى : { أو يوبقهن بما كسبوا } الآية
قوله في سورة النساء : { مآ أصابك من حسنة فمن الله ومآ أصابك من سيئة فمن نفسك
ولهذا أمر الله رسوله وأتباعه باتباع ما أنزل إليه وطاعته , وهو المقدمة الأولى وأمر بانتظار وعده , وهو المقدمة الثانية وأمر بالاستغفار والصبر
قد ذكر الله قصص أنبيائه وكيف نجاهم بالصبر والطاعة , وجعل فيهم العبرة
فصل : في أصول نافعة يتبين بها هذا المقام
الأصل الأول : الواقع شاهد أن ما يصيب المؤمنين من المحن دون ما يصيب الكفار
الأصل الثاني : ما يصيب المؤمنين مقرون بالرضا والاحتساب , والكفار لا رضا عندهم ولا احتساب
الأصل الثالث : أذى المؤمن محمول عنه بحسب ما في قلبه من حقائق الإيمان
الأصل الرابع : كلما تمكنت المحبة في القلب كان أذى المحب في رضا محبوبه مستحلى
الأصل الخامس : باطن ما ينال الكافر والمنافق من العز والجاه : ذل وهوان
قول الحسن : ( إنهم وإن هملجت بهم البغال وطقطقت بهم ...) إلخ
الأصل السادس : ابتلاء المؤمن كالدواء له
حديث : ( لا يقضي الله للمؤمن قضاء إلا كان خيرا له ...) الحديث
الأصل السابع : ما يصيب المؤمن أمر لا بد منه كالحر والبرد لازم للطبيعة والنشأة الإنسانية في هذه الدار حتى للأطفال والبهائم لما اقتضته حكمة أحكم الحاكمين
لو تجرد الخير في هذا العالم عن الشر لكان عالما غير هذا العالم
الأصل الثامن : في ابتلاء المؤمنين بغلبة عدوهم لهم وقهرهم : حكم عظيمة
منها : استخراج عبوديتهم لله بالذل والانكسار والسؤال
ومنها : لو كانوا دائما منصورين لدخل معهم من ليس قصده الدين
ومنها : أن الله يحب من عباده تكميل عبوديتهم على السراء والضراء في العافية والبلاء
ومنها : أن امتحانهم يمحصهم ويهذبهم , كما حصل يوم أحد وما جاء فيها من الآيات (139 - 144 من سورة آل عمران
بيان ما في هذه الآيات من مقاصد
الأصل التاسع : إنما خلق الله السموات والأرض والموت والحياة لابتلاء عباده
قوله تعالى في سورة هود : { وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام } إلخ
قوله في سورة الكهف : { لنبلوهم أيهم أحسن عملا
قوله في سورة الملك : { ليبلوكم أيكم أحسن عملا
قوله في سورة الأنبياء : { ونبلوكم بالشر والخير فتنة
قوله في سورة محمد : { ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم
قوله في سورة العنكبوت : { ولقد فتنا الذين من قبلهم } الآية ومعناها
قوله في سورة الأحزاب : { ولما رءا المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله
امتحان الكافر في الآخرة بالعذاب
المؤمنون أخف فتنة من الكافر والفاجر
لابد من حصول الألم والمحنة لكل نفس
الأصل العاشر : الإنسان مدني بالطبع لابد له من مخالطة الناس وموافقتهم أو مخالفتهم في أهوائهم واعتقاداتهم , ولابد في ذلك من ألم وعذاب
اعتبر هذا بمن يطلبون موافقته على الظلم والزور
ألم يسير يعقب لذة عظيمة أولى بالاحتمال
الأصل الحادي عشر : البلاء الذي يصيب العبد في الله إما في نفسه أو في ماله , أو في عرضه , أو في أهله ومن يحب
أشد هذه الأقسام : المصيبة في النفس وغاية ذلك الاستشهاد في سبيل الله وتلك أشرف الموتات وأسهلها وأفضلها عقبى
قول الله تعالى : { قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت او القتل
{ قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمه }
إذا كان هذا في مصيبة النفس فمصيبة المال والعرض كذلك
من رفه بدنه وعرضه وآثر راحته على التعب لله أتعبه الله أضعاف ذلك
قول أبي حازم : ( لما يلقى العبد الذي لا يتقي الله من معالجة الخلق ...) إلخ
امتنع إبليس عن ذل سجدة فصار خادما لأهل الفسوق والعصيان
أنف عباد الأصنام أن يعبدوا إلها واحدا ورضوا أن يعبدوا آلهة من الأحجار
كل من امتنع أن يذل لله أو يبذل ماله في مرضاته لا بد أن يذل للحقير ويبذل ماله في مرضاته
فصل : محبة الله والأنس به والشوق إلى لقائه والرضى عنه وبه : أصل الدين , كما أن معرفته بأسمائه وصفاته أجل علوم الدين
قول الله لرسوله : { ثم أوحينآ إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنفيا
وصية النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يقولوا عند الصباح : ( أصبحنا على فطرة الإسلام ...) الحديث , وهي حقيقة شهادة أن لا إله إلا الله
محبة الرسول تابعة لمحبة الله , ولا يكون الإيمان إلا بها , فما الظن بمحبة الله
ما خلقت الجن والإنس , ولا أرسلت الرسل , ولا أسست الجنة والنار , إلا لأجل محبته
الله سبحانه كلما خفته أنست به بخلاف المخلوق
محبة المخلوق إذا لم تكن لله فهي عذاب للمحب ووبال
شأن محبة الله غير شأن محبة المخلوق , فمحبته نعيم النفوس وحياة الأرواح
الحلاوة التي يجدها المؤمن بمحبته الله فوق كل حلاوة
قول بعضهم : ( إنه ليمر بالقلب أوقات أقول فيها : إن كان أهل الجنة في مثل هذا ..) إلخ
قول آخر : "إنه ليمر بالقلب أوقات يهتز فيها طربا بأنسه بالله
قول آخر : "مساكين أهل الغفلة خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها
قول آخر : "لو علم الملوك وأبناؤهم ما نحن فيه لجالدونا بالسيوف عليه
وجدان ذلك بحسب قوة المعرفة بالمحبوب وأسمائه وصفاته
القلب لا يفلح ولا ينعم ولا يسكن إلا بعبادة ربه وحده وحبه
في القلب فقر ذاتي إلى ربه من حيث هو معبوده ومحبوبه , ومن حيث هو ربه وخالقه ورازقه
من لم يحقق المحبة لله على أتم معانيها , لم يحقق شهادة أن لا إله إلا الله
من لم يستعن بالله ويتوكل عليه فلا طريق له إلى هذه المحبة
لذة المعصية وشهوتها تستر لذة الحلاوة الإيمانية أو تنقصها أو تذهبها
حديث : ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ...) الحديث
المؤمن يرى استبداله بلذة المعصية من لذة حب الله كاستبدال البعر الخسيس بالجوهر النفيس
في الناس الخسيس الذي لا يحب إلا الخسيس , كما أن فيهم من لا يحب إلا الصنائع الخسيسة
من حصل له حلاوة الإيمان عدم اقتضاء الذنب , وهو صاحب النفس المطمئنة
من عنده إيمان وتصديق بوعد الله , ووعيده يترك الذنب خوفا ورجاء
قول الله تعالى في النفس المطمئنة : { يأيتها النفس المطمئنة } إلخ
قول الله تعالى في النفس المجاهدة : { ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا } الآية
النفوس ثلاثة : مطمئنة , أو مجاهدة صابرة أو مفتونة بالشهوات
فصل : في بيان كيد الشيطان لنفسه قبل كيده للأبوين
كان في امتثال الشيطان أمر ربه سعادته وعزه
إنما قام بقلبه هوس نفسه الجاهلة , وحسده لآدم على ما أكرمه الله به من أنواع الكرامة
كان الشيطان بطيف بآدم وهو صلصال فيقول : لئن سلط علي لأعصينه , ولئن سلطت عليه لأهلكنه
معارضة الشيطان وحزبه للنصوص بالعقول والرأي الفاسد , وفي ذلك اعتراض العليم الحكيم
حجته الداحضة في تفضيل مادته وأصله على مادة آدم وأصله
أهان الشيطان نفسه وأذلها بجهله , ومن كان غشه لنفسه كذلك كيف يسمع منه عاقل؟
فصل : وأما كيده للأبوين فمنا هما بالخلود في الجنة , وحلف أنه ناصح , فجرت عليهما المحنة ثم تداركها الله , فعلمهما : { ربنا ظلمنآ أنفسنا وإن تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين
ظن اللعين أن الله يتخلى عن صفيه وحبيبه
بلي العدو بالذنب فأصر وعارض , ولم يسأل الإقالة ولا ندم . وبلي الحبيب بالذنب فاعترف وندم , وتضرع , وفزع إلى التوحيد والاستغفار
فصل : ثم كاد أحد ولدي آدم حتى قتل أخاه
حديث : "ما من نفس تقتل ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها
فصل : ثم جرى الأمر على ال